يمتد تاريخ باكستان الغني إلى عصور ما قبل التاريخ، عندما استخدم الإنسان العاقل هذه المنطقة كمسار هجرة أولي من إفريقيا. يمكن تتبع أسلوب الحياة الريفي في جنوب آسيا، الممتد لتسعة آلاف عام، إلى مهرغاره في بلوشستان، باكستان. كما تبدأ الحياة الحضرية في جنوب آسيا، الممتدة لخمسة آلاف عام، في (هارابا) في إقليم بنجاب و(مهينجو دارو) في إقليم السند داخل باكستان. شهد (مهرغاره) تحول الإنسان من الصيد إلى الزراعة وتربية الماشية، مما يجعل باكستان مهدًا للحضارات القديمة.
حضارة وادي السند
تحوي باكستان حضارة وادي السند، التي ظهرت وازدهرت بين ٣٣٠٠ و١٣٠٠ ق.م. تعد حضارة وادي السند الأكبر بين الحضارات القديمة، وتشمل مواقع حضرية كبيرة مثل هارابا ومهينجو دارو. أظهرت هذه الحضارة تخطيطًا حضريًا متقدمًا، نظم صرف صحي وإمدادات مياه، وأبنية من الطوب، والطوب المجفف بالشمس. كانت الحضارة تتميز بمهارات في التعدين وصناعة الحرف اليدوية واستخدام الأختام للنقش.
حضارة غندارا
شملت حضارة (غندارا) الجزء الشمالي الغربي من باكستان الحالية، وازدهرت من القرن الأول ق.م إلى القرن العاشر الميلادي كانت هذه الحضارة مركزًا ثقافيًا وتجاريًا هامًا، وجذبت انتباه الإسكندر الأكبر وانتشرت فيها البوذية. أثرت الثقافة اليونانية على وادي كالاش في باكستان، حيث يُعتقد أن سكانه هم من نسل القبيلة اليونانية المفقودة للإسكندر. أسس أشوكا، الحاكم المورياني، العديد من الأديرة لتعزيز البوذية في المنطقة، مثل تاختي باهي ودهرماراجيكا.
فن غندارا
طورت حضارة غندارا فنًا مميزًا يعرف بـ”فن غندارا”، الذي مزج التأثيرات اليونانية والرومانية والبوذية. كان هذا الفن مكرسًا لنشر البوذية، مع صور بوذا المنتشرة في والأديرة، تم حفظ العديد من القطع الأثرية من غندارا في المتاحف حول العالم، وخاصة من دير تاختي باهي.