التأسيس وبناء الدولة (١٩٤٧م-١٩٥٨م)
بعد استقلالها عن الهند في ١٤ أغسطس ١٩٤٧م، بدأت باكستان رحلتها كدولة جديدة تحت قيادة محمد علي جناح الذي أصبح الحاكم العام الأول. عام ١٩٤٨م، شهدت البلاد وفاة جناح، وتولى لياقت علي خان منصب رئاسة الوزراء. ولكن في عام ١٩٥١م، تعرض لياقت علي خان للاغتيال. بحلول عام ١٩٥٦م، تم إعلان أول دستور لجمهورية باكستان الإسلامية، إلا أن هذا لم يدم طويلاً حيث قام الجنرال أيوب خان بانقلاب عسكري في عام ١٩٥٨م، وبدأت فترة جديدة من الحكم العسكري.
عهد أيوب خان ويحيى خان (١٩٥٨م-١٩٧١م)
استمر أيوب خان في الحكم من ١٩٥٨م حتى ١٩٦٩م، حيث أرسى نظامًا رئاسيًا. خلال هذه الفترة، خاضت باكستان حربًا مع الهند في عام ١٩٦٥م بسبب نزاع كشمير. عام ١٩٦٩م، استقال أيوب خان، وتولى الجنرال يحيى خان الحكم. لكن عام ١٩٧١م كان نقطة تحول حاسمة، حيث أدت الحرب الأهلية الباكستانية إلى انفصال بنغلاديش.
عهد ذو الفقار علي بوتو (١٩٧١م-١٩٧٧م)
بين عامي ١٩٧١م و١٩٧٧م، تولى ذو الفقار علي بوتو رئاسة الوزراء، حيث نفذ العديد من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية. في عام ١٩٧٣م، أُصدر دستور جديد للبلاد، مما أدى إلى تعزيز النظام البرلماني.
عهد ضياء الحق (١٩٧٧م-١٩٨٨م)
في عام ١٩٧٧م، شهدت باكستان انقلابًا عسكريًا آخر بقيادة الجنرال محمد ضياء الحق، الذي حكم حتى وفاته في حادث تحطم طائرة في عام ١٩٨٨م. خلال فترة حكمه، دعمت باكستان المجاهدين الأفغان في حربهم ضد الاتحاد السوفيتي.
عهود بينظير بوتو ونواز شريف (١٩٨٨م-١٩٩٩م)
بعد وفاة ضياء الحق، تولت بينظير بوتو رئاسة الوزراء كأول امرأة في هذا المنصب بين عامي ١٩٨٨م و١٩٩٠م، ثم تلاها نواز شريف بين ١٩٩٠م و١٩٩٣م. عادت بوتو للحكم مرة أخرى من ١٩٩٣م حتى ١٩٩٦م، ثم عاد شريف في عام ١٩٩٧م حتى ١٩٩٩م.
عهد برويز مشرف (١٩٩٩م-٢٠٠٨م)
قام الجنرال برويز مشرف بانقلاب عسكري في عام ١٩٩٩م، وتولى رئاسة الجمهورية في عام ٢٠٠١م. خلال فترة حكمه، شهدت باكستان اغتيال بينظير بوتو في عام ٢٠٠٧م، مما أثار موجة من الاضطرابات السياسية.
الديمقراطية تعود (٢٠٠٨م-٢٠١٨م)
في عام ٢٠٠٨م، انتخب آصف علي زرداري رئيسًا للبلاد بعد فوز حزب الشعب الباكستاني في الانتخابات. عام ٢٠١٣م، عاد نواز شريف لرئاسة الوزراء بعد فوز حزبه في الانتخابات. لكن في عام ٢٠١٧م، أُجبر شريف على الاستقالة بسبب قضايا فساد.
عهد عمران خان (٢٠١٨م-٢٠٢٤م)
في عام ٢٠١٨م، انتخب عمران خان رئيسًا للوزراء بعد فوز حزبه، حركة الإنصاف الباكستانية، في الانتخابات. شهدت فترة حكمه تصاعد التوترات مع الهند خاصة بعد إلغاء الحكم الذاتي لكشمير الهندية في عام ٢٠١٩م، وتأثرت باكستان بجائحة كورونا في عام ٢٠٢٠م، مما أثر على الاقتصاد والسياسة في البلاد.
تحولات سياسية حديثة (٢٠٢٢م-٢٠٢٤م)
في عام ٢٠٢٢م، تولى شهباز شريف رئاسة الوزراء ضمن ائتلاف حاكم جديد، مما أدى إلى مرحلة جديدة من التحديات والفرص السياسية. وبعد عامين من التحديات والمشاحنات السياسية، عاد شهباز شريف لتولي رئاسة الوزراء مرة أخرى في عام ٢٠٢٤م، مواصلاً جهوده في تحقيق الاستقرار والإصلاحات الاقتصادية.
يمثل هذا المخطط الزمني ملخصًا لأهم الأحداث السياسية في تاريخ باكستان منذ استقلالها حتى الوقت الحاضر. يعكس التغيرات الكبيرة التي شهدتها البلاد على مدى العقود الماضية، حيث تناوبت فترات الحكم الديمقراطي والعسكري، وشهدت تحديات كبيرة وحروب وأزمات، بالإضافة إلى محاولات مستمرة لتحقيق الاستقرار والتنمية.