إنشاء وحدات مخصصة للصناعات الإبداعية والاقتصاد الأزرق

أعلن وزير التخطيط والتنمية والمبادرات الخاصة، أحسن إقبال، يوم السبت عن إنشاء وحدات مخصصة للصناعات الإبداعية والاقتصاد الأزرق ضمن وزارة التخطيط والتنمية. تأتي هذه الخطوة كجزء من خطة التحول الاقتصادي الوطني الشامل 5Es، والتي تهدف إلى دفع باكستان نحو مستقبل مزدهر ومستدام.

وستركز وحدة الصناعات الإبداعية على استغلال إمكانيات التراث الثقافي الغني لباكستان والفنون النابضة بالحياة وقطاعات التصميم المبتكرة. تهدف المبادرة إلى تعزيز النمو الاقتصادي من خلال تشجيع المواهب الإبداعية وتطوير مراكز إبداعية تدعم ريادة الأعمال وخلق الوظائف والتبادل الثقافي.

وأكد إقبال أن الاستثمار في الصناعات الإبداعية يساهم في الحفاظ على التراث الثقافي وخلق فرص اقتصادية جديدة ستعزز الناتج المحلي الإجمالي ومعدلات التوظيف. وأضاف أن الصناعات الإبداعية تعد من أسرع القطاعات نموًا في الاقتصاد العالمي، حيث تدر ٢.٢٥ تريليون دولار سنويًا وتوفر ما يقرب من ٣٠ مليون وظيفة عالميًا.

وأشار البيان الصحفي إلى أن أكثر من ٦٠٪ من سكان باكستان تحت سن الثلاثين، مما يوفر فرصة فريدة لدفع الابتكار وريادة الأعمال في القطاعات الإبداعية. وستعمل وحدة الصناعات الإبداعية على توفير البنية التحتية والتدريب والدعم اللازمين لإطلاق إمكانيات الشباب الباكستاني، مما يمكنهم من المساهمة في الاقتصاد الوطني والتنافس على الساحة العالمية.

وفي سياق متصل، ستعمل وحدة الاقتصاد الأزرق على الاستغلال المستدام للموارد البحرية الهائلة في باكستان. وتهدف هذه الوحدة إلى تطوير سياسات ومشاريع تعزز الاستخدام المستدام للموارد البحرية للنمو الاقتصادي وتحسين سبل العيش والحفاظ على النظم البيئية البحرية.

وقال إقبال إن الاقتصاد الأزرق يحمل إمكانيات هائلة لباكستان نظرًا لساحلها الشاسع ومواردها البحرية. وأضاف أن الحكومة تهدف من خلال الممارسات المستدامة والسياسات المبتكرة إلى إطلاق الإمكانيات الاقتصادية للمحيطات في البلاد، مع ضمان الحماية البيئية والشمول الاجتماعي.

وأشار إلى أن الاقتصاد الأزرق يتوسع بسرعة عالميًا، حيث تقدر مجموعة البنك الدولي أنه يمكن أن يدر 3 تريليون دولار سنويًا بحلول عام ٢٠٣٠م. ويمتد الساحل الباكستاني لأكثر من ١٠٤٦ كيلومترًا، مما يوفر فرصًا كبيرة لتطوير الصناعات البحرية.

وأكد أن الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC) يوفر دفعة كبيرة للاقتصاد الأزرق في باكستان، من خلال تعزيز البنية التحتية للموانئ وتطوير السياحة الساحلية وتشجيع التجارة البحرية. ومن المتوقع أن يصبح ميناء جوادر الاستراتيجي مركزًا للنشاط البحري، مما يسهل طرق التجارة ويجذب الاستثمار في الصناعات البحرية.

وأعلنت الوزارة أنها ستطلق قريبًا خطط عمل مفصلة لكلتا الوحدتين، موضحة المشاريع المحددة والجداول الزمنية والنتائج المتوقعة، وتشجع جميع أصحاب المصلحة في باكستان على المشاركة في هذه المبادرات لتحقيق أقصى تأثير والمساهمة في التحول الاقتصادي للأمة.