في خطاب ألقاه رئيس وزراء باكستان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ ٧٩، أكد على التزام بلاده التاريخي بالوقوف إلى جانب القضايا العادلة على المستوى العالمي، مشددًا على دور باكستان النشط في الأمم المتحدة منذ تأسيسها. وقدم رئيس الوزراء تهانيه لرئيس الجمعية العامة الجديد، مشيرًا إلى دور السفير دينيس فرانسيس في قيادة الدورة السابقة بحنكة واقتدار.
وفي مستهل كلمته، استشهد رئيس الوزراء بقول قائد باكستان المؤسس محمد علي جناح الذي أعلن عام ١٩٤٧م أن باكستان ستقف مع ميثاق الأمم المتحدة وستكرس جهودها لتحقيق السلام العالمي. وأضاف أن باكستان ما زالت متمسكة بهذا الالتزام حتى اليوم.
تطرق رئيس الوزراء إلى العديد من القضايا الدولية الملحة، وأبرزها الصراع في غزة، حيث وصفه بأنه “حرب إبادة جماعية” تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. وعبر عن الألم والحزن العميقين اللذين يشعر بهما الشعب الباكستاني تجاه معاناة الشعب الفلسطيني، داعيًا إلى وقف فوري لهذه المأساة الإنسانية التي تهز ضمير العالم. وأكد أن دماء الأطفال الأبرياء في غزة لن تذهب سدى، وأن التنديد وحده غير كافٍ، بل يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك لوقف العنف فورًا.
كما أكد على أهمية حل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة، داعيًا إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود ما قبل عام ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشريف، مشددًا على ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة.
وفيما يتعلق بالصراع في لبنان، أشار رئيس الوزراء إلى القصف الإسرائيلي المستمر الذي أودى بحياة أكثر من ٥٠٠ شخص، بينهم نساء وأطفال. وحذر من أن عدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة يزيد من تعنت إسرائيل، مما يهدد بجر منطقة الشرق الأوسط بأكملها إلى حرب قد تكون عواقبها كارثية وغير متوقعة.
وتحدث رئيس الوزراء أيضًا عن قضية كشمير، معتبرًا أن الشعب الكشميري، شأنه شأن الشعب الفلسطيني، يكافح منذ أكثر من قرن من الزمان من أجل حقه في تقرير المصير. وانتقد الهند على تراجعها عن تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بجامو وكشمير، واتخاذها خطوات أحادية غير قانونية منذ ٥ أغسطس ٢٠١٩م لتغيير الوضع في المنطقة. وأضاف أن الهند تستخدم قواتها البالغ عددها ٩٠٠ ألف جندي لإرهاب الشعب الكشميري من خلال إجراءات قمعية شملت فرض حظر التجول المطول، والقتل خارج نطاق القانون، واختطاف الآلاف من الشباب.
كما اتهم الهند باتباع سياسة استعمارية استيطانية تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية في جامو وكشمير، محذرًا من أن هذه السياسة لن تنجح، كما فشلت كل المحاولات الاستعمارية السابقة في مناطق أخرى.
وأكد رئيس الوزراء أن باكستان ستواصل دعم النضال المشروع لشعب كشمير ضد الاحتلال الهندي غير القانوني، مشيرًا إلى أن هدف الكشميريين في الحرية سيتحقق في النهاية. ودعا الأمم المتحدة وأمينها العام إلى لعب دور رئيسي في تنفيذ قرارات مجلس الأمن لضمان حق الكشميريين في تقرير المصير.
وفي ختام خطابه، أكد رئيس الوزراء أن السلام في جنوب آسيا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال حل قضية كشمير بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة، محذرًا من أن تصاعد التوترات في المنطقة يزيد من خطر اندلاع حرب كارثية. ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف السياسات العدوانية الهندية التي تهدد استقرار المنطقة بأكملها.
وشدد رئيس الوزراء على أن باكستان ملتزمة بدعم جهود السلام والاستقرار العالميين، مشيرًا إلى أن بلاده كانت ولا تزال جزءًا أساسيًا من بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وأكد أن باكستان ستظل تعمل على تعزيز حقوق الإنسان والتنمية والسلام في جميع المنتديات الدولية، ملتزمة بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
ختامًا، أكد رئيس الوزراء أن باكستان مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي لتحقيق السلام والعدالة والمساواة في جميع أنحاء العالم، مجددًا التزام بلاده بمكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار العالمي.