الهجوم على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في بتلر، بنسلفانيا، يوم ١٣ يوليو ٢٠٢٤م، أثار موجة من النقاشات والتحليلات التي تعكس الانقسام السياسي الحاد والمخاوف الأمنية المتزايدة في الولايات المتحدة.
هذا الحدث المفجع، والذي أطلق فيه المتطرف توماس ماثيو كروكس النار على الرئيس ترامب من خارج موقع التجمع الانتخابي، ما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة اثنين آخرين، تسلط الضوء على التوترات العميقة في المشهد السياسي الأمريكي.
الرد السريع من قبل الخدمة السرية الأمريكية وقتل المهاجم في الحال، لقي إشادة من ترامب الذي عبر عن تعازيه لأسر الضحايا وأثنى على قوات إنفاذ القانون.
في أعقاب هذا الهجوم، دعا الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب إلى الوحدة ونبذ العنف السياسي. شدد بايدن على أهمية تضامن الأمريكيين في مواجهة التحديات الحالية، بينما أعرب ترامب عن تقديره لدعوة بايدن للوحدة وأكد على ضرورة حماية الديمقراطية الأمريكية من التهديدات الداخلية.
هذا الهجوم لم يكن مجرد حدث أمني بل كان له تداعيات سياسية واسعة، حيث اتهم قادة الحزب الجمهوري، مثل السناتور جي دي فانس وتيم سكوت، اليسار ووسائل الإعلام بإثارة التصريحات التحريضية التي تصف ترامب بأنه خطر على الديمقراطية، مما يزيد من احتمال حدوث عنف ضده.
انتشرت نظريات المؤامرة بسرعة بعد الهجوم، حيث زعم البعض أنها كانت مؤامرة من إدارة بايدن أو الفصائل المعارضة لترامب. تهدف هذه النظريات إلى تقويض الثقة العامة في المؤسسات الحكومية، مما يعمق الانقسامات السياسية والاجتماعية.
يشبه هذا المشهد السياسي في الولايات المتحدة نظيره في باكستان، حيث شهدت البلاد صعود حركة الإنصاف الباكستانية بقيادة عمران خان. كلا القائدين، ترامب وعمران خان، اعتمدا على الحركات الشعبية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف لتحريك الرأي العام. استخدما التجمعات العامة ووسائل الإعلام لاستهداف خصومهم السياسيين، واصفين الإعلام بالكاذب، والمتحيز.
روج كل من دونالد ترامب، وعمران خان لنظريات المؤامرة التي أضعفت الثقة العامة في المؤسسات.
شكك ترامب في نتائج الانتخابات الأمريكية بينما زعم عمران خان وجود تزوير في الانتخابات الباكستانية.
أدى ذلك إلى انتقادات واسعة للمؤسسات القضائية والانتخابية، مما أثر على سمعتها وزاد من عدم الثقة بين الجمهور.
استخدم كلا القائدين لغة حادة ضد خصومهم السياسيين، مما عمق الانقسامات السياسية، إذ وصف عمران خان خصومه بالفسدة، والمافيا، بينما وصف ترامب خصومه بالأعداء، والراديكاليين.
تُظهر مشاكل الاستقطاب السياسي في باكستان والولايات المتحدة تشابهات واضحة، حيث تلعب الحركات الشعبية، دور الإعلام، نظريات المؤامرة، الهجوم على المؤسسات، واللغة التحريضية ضد الخصوم السياسيين دورًا كبيرًا في زيادة الاستقطاب السياسي في كلا البلدين. ويظل السياق السياسي والاجتماعي لكل دولة يؤثر على هذه القضايا بطريقته الخاصة.