أصدرت الباحثة والأكاديمية الباكستانية الدكتورة لبنى فرح خان كتابًا فكريًا جديدًا بعنوان دور الذكاء الاصطناعي في الترجمة والتعليم، يُعد إضافة نوعية إلى المكتبة المعاصرة في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، ويهدف إلى استكشاف العلاقة المتشابكة بين الذكاء الاصطناعي والوعي البشري، مع تحليل أثر هذا الذكاء على مجالات الترجمة والتعليم في السياق المعرفي واللغوي والتربوي.
ويتناول الكتاب، الواقع في عدة فصول، مجموعة من المحاور الجوهرية التي تسعى لفهم تطور الذكاء الاصطناعي من النشأة إلى التحول، مرورًا بأدواته وتطبيقاته، وصولًا إلى أبعاده الأخلاقية والدينية. كما يناقش بعمق مفهوم الشبكات العصبية الاصطناعية وإمكانية استنساخ العقل البشري، ويتوقف عند سؤال الوعي والهوية التقنية في زمن أصبحت فيه الآلة قادرة على مضاهاة الإبداع البشري.
وفي جانب تطبيقي، يقدم الكتاب مراجعة تحليلية لأبرز أدوات الترجمة الحديثة مثل Google Translate، سونيكس، ترادوس، تايا، أوديوبال، ليونبريدج وغيرها، مبرزًا الفرص التي تقدمها هذه الأدوات في ميدان التعليم واللغات، إلى جانب التحديات التي تطرحها على المعلم والمتعلم على حد سواء، خاصة في البيئات التي تشهد تحولات رقمية دون مواكبة فكرية عميقة.
ويتميز هذا الإصدار بمعالجة رصينة توازن بين التقنية والضمير، والواقع والخيال، والتطور العلمي والثوابت القيمية، حيث خُصص فصل مهم للنظر في موقف الإسلام من الذكاء الاصطناعي، وقراءة أخلاقية في ضوء الشريعة الإسلامية والمفاهيم المعاصرة، بما يفتح المجال لتفكير نقدي ومستنير في المستقبل الرقمي.
وقد وصفت الكاتبة مؤلفها بأنه نداء صامت يخاطب كل قلب ما زال يؤمن بالحقيقة، معتبرةً إياه امتدادًا لرحلة فكرية تستهدف الباحثين، المعلمين، الطلاب، والمفكرين الذين يسعون لفهم معنى التحول الرقمي وتأثيره على الإنسان.
يُذكر أن الدكتورة لبنى فرح خان تُعد من الأصوات الأكاديمية البارزة في مجال اللغة والتقنية، ولها إسهامات متعددة في حقل الترجمة والتعليم الرقمي، ويأتي هذا الكتاب ليجسد اهتمامها العميق باستكشاف التداخل بين المعرفة والآلة، والبحث عن توازن إنساني في زمن الذكاء الاصطناعي.